zankana

zankana

حركة ٢٠ فبراير أو مزاولة السياسة خارج التأ&#

 

لا يمكن للمرء إلا أن يستشعر الحركات الإحتجاجية العفوية التي هزت أركان أنظمة عربية وتقض مضاجع أخرى ليتساءل عن دواعي هذه الفورة العربية التي لم يسبق لها مثيل في تاريخنا والتي سوف يكون لها مابعدها .لئن فهمنا وتفهمنا الانتفاضات التي طالت الأقطار العربية المحكومة منذ سنين عديدة بقوانين الطوارئ أو برسم الحزب الواحد الممأسس أوالمقنَّع ، أو الزعيم الأوحد، فإنه ليس من اليسير تمثل أسباب بزوغ حركة ٢٠فبراير بالمغرب لما له من تقاليد مؤسّساتية منغرسة وتعدٌديّة حزبيّة حقيقيّة رغم بعض الشوائب كما أن فضاء الحريّات فيه ليس بذالك الإكراه الذي تعاني منه شعوب عربيّة غيرنا. إن فهم الحراك المتمثل في حركة ٢٠ فبراير يزداد عسراً إذا أدركنا أن جلّ مطالبها يمكن أن تٌحْمَل من طرف الأحزاب أو النقابات التي تعجُّ بها الساحة السياسية.

نحاول تلمس الإجابة على أسباب ميلاد حركة ٢٠ فبراير من خلال مٌعطيَيْن مترابطين: الأول وطني والثاني عابر للأوطان ويكاد أن يكون عنصراً بنيويّاً مرتبطا من جهة بالعولمة ومن جهة أٌخرى بما يُعرف بوفاق واشنطن .إنّ العامل الأول لشرح الحركة الإحتجاجيّة خارج التأطير الحزبي بالمغرب يكمن في ضعف الأداء لأحزاب سواء منها احزاب الموالاة أو المعارِضة الرسمية التي تاهت في ردهات الحكم واللهاث وراء التكسب. إن أحزابنا فقدت نضاليّتها إذ أصبح همُّها الوحيد هو الكراسي الحكومية الفارهة والمقاعد البرلمانية الوثيرة عن طريق تراضيات وتوافقات سياسوية فوقية. بذلك فقدت من جاذبيّتها ولم تعد قادرة على تعبئة القوات الشّعبية وبالتالي نشأ بون شاسع بين الجماهير و بين النخب الحزبية نجم عنه فقدان الثقة في هذه الأحزاب وفي شعاراتها التي لم تعد تُلهب الحماس ولا تعد بالتغيير المنشود

العامل الثاني الثاوي في ثنايا الغضبة الفبرايرية هو ما يعرف بوفاق واشنطن وهو عبارة عن نادي مالي يضم بعض المصارف الأمريكية بالإضافة إلى البنك المركزي و البنك الدولي وصندوق النقد.يكيِّف هذا النادي قروضه المالية حسب أنموذج من الحكامة مبني على الديمقراطية محصورة في بعدها السياسي الضيق وعلى إقتصاد السوق المتحرر من كل القيود.هكذا فرمانات تقيد سيادة الدول و تدفع الدولة دفعا للتخلي عن دورها المركزي للدولة الرزَّاقة للإنخراط في دور الدولة المُناوِلة من الباطن ككل دول الأطراف. هكذا وضع قزَّم الدولة واختزلها في دور الوسيط بين مواطنيها وبين مراكز القرار في دول المركز.

الأنكى أن الأحزاب التي من المفروض أن تكون صمام أمان ضد استلاب الدولة، انخرطت بدورها في أتون العولمة إذ تخلت عن إديوليجيتها لتركب موجة البرغماتية وأصبح همها ليس المناضل والنضال بل الناخب والإستحقاقات الإنتخابية .في ظل هذه التموجات العالمية مقرونة بتخلي الدولة والأحزاب عن المستضعفين وفي ظل اقتصاد فوق لبرالي يغدق فقراً، لم يبق للمحرومين من بدّ إلا الخروج للشارع للإحتجاج عن الشرخ الإجتماعي الذي طالهم وليؤسسوا لنوع من الديمقراطية المباشرة التي تنذر بأُفول الديمقراطية التمثيلية.

 

Mostafa Melgou



23/07/2011
0 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 27 autres membres